كيف تجاهد نفسك ؟
الحمد الله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم
أما بعد...اسأل الله جل في علاه في هذه الحلقة الأخيرة والختامية أن يبارك الله فيها بركةً أعظم مما سبق اللهم يا رب علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وأرزقنا يا رب تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
قلنا سبحان الله أن هذا القرآن مليء بالكنوز والله جل في علاه يقول (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الله سبحانه وتعالى يقول لو أن الأشجار كلها قُطعت أقلام والبحار كلها حبر يجف البحر الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس وتجف آخر قطرة في البحر السابع ،والعلماء كلهم يكتبون من سيدنا آدم إلى آخر من يقف قلبه على وجه الأرض مشروع حياتهم كله كتابة معاني القرآن لن تنتهي معاني القرآن ولو أتينا ببحر ثامن( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًأ) لذلك البعض يقول فسر (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) في مجلدين ! فنحن لم نعرف قدر القرآن ولا قدرنا الله حق قدره لذلك قال الله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) لماذا لا نشعر بعظمته ؟! قال المشكلة بكم أنتم ! هو عظيم (أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)
وصفات هذا القرآن في القرآن يجب أن يقف المسلم عندها وقفة طويلة يقول الله عزوجل (وإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) والعزيز من البشر إذا أعطيته فضلة أوقاتك لا يرضيه والعزيز إذا أتيته يكرمك ولكن إذا لم تعطه حقه يتركك لن يذهب ورائك( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) والكريم إذا أتيته يعطيك أكثر من الذي توقعته ، وهذا القرآن قال الله عزوجل أنه يسير وعسير على أقوام واسأل الله أن ييسره علينا قال الله عزوجل أن من يؤمن به ويقبل عليه يجعله يسير لذلك لم يقل الله عزوجل لقد تيسر القرآن قال( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ )وإذا يسر الله شيئاً لا أحد يعسره ( مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) لم يقل الله فهل من قارىء ، قارىء ليس بشرط أن الله يسّر له ولا قال هل من حافظ ؟ فهل من ماذا ؟ (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) يعني جاد مثال : لو يقول لك أحدهم أود أن أتدبر ؟ فتقول له : أنت جاد أم أنك ترغب ؟ وحينما يكون لديك شخص غالي مريض في العناية المركزة أو بغرفة العمليات إذا سجدت كيف تدعي له ؟ تخرج كلمة يا رب من قلبك أن يشفي مريضك ، هل فعلتها اذا لم تفهم آية ؟ أو قلت يا رب أريد التدبر أفتح علي هل أنت مضطر عند دعائك لفهم القرآن أم رغبة عندك فقط ؟ قال الله تعالى (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) والله إذا أتيت والله أنه أعز ، أنت حينما اضطررت هل جاهدت نفسك وبدأت تقرأ الآية وقفت وقلت : يارب ..
متى نستعيذ من الشيطان الرجيم في القرآن؟ الله سبحانه وتعالى يقول : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
ابن الصلاح من أئمة المفسرين يقول : واعلم أن الله لو فتح عليك في الآية الواحدة ألف معنى ما كانت هذه كل المعاني التي وضعها الله في الآية ،لأن كلام الله صفته وصفة الله لا يدركها بشر.
مثال : ما معنى اسم الله العليم؟ أنت تعلم معنى العليم على قدر عقلك لكن معاني العليم أكبر من عقلك ، باختصار العليم هو يعلم ما كان من عهد آدم عليه السلام وكل شيء يعلمه في أعمق البحور وجحور النمل كله يعلمه الله سبحانه وتعالى ويعلم ما هو كائن الآن وما سيكون إلى يوم القيامة ،ويعلم مالم يكن لو كان كيف كان يكون ، مثل أن شخص أعمى ستين سنة يعلم الله لوأنه مبصر ماذا كان سيرى خلال الستين سنة هذه في كل لحظة .
فلو فُتِح لك ألف معنى في الآية ماكانت هذه كلّ المعاني.
قصة يوسف بالأمس وقفنا معها بنأخذ شذرات وقطرات بسيطة من هذه المحيطات .
أحبتي في البداية في القصة قال الله عزّ وجل -وهذه فائدة في حياتنا جميعاً ، اجعلها نقطة تحوّل الآن للمستقبل ، وراقب نفسك في كل حدث إنك نجحت أو فشلت-
لمّا قالوا لِـ يعقوب عليه السلام أرسل معنا يوسف ، قالوا :{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
المقطع هذا كله مافيه اسم الله ولا فيه ذكر الله -المقطع الأول من القصة- وعدوه واطمئنّ لِوعدهم قالوا :{ لَحَافِظُونَ }
{ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }
قالوا لا كيف يأكله ونحن عصبة!
فكانت كل الوعود على الأرض ، ومافيها اسم الله عزّ وجل ،وكل الوعود -لاحظ ترتبط
مع بداية القصة { نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }
القرآن هذا يزيدك عِلم ، فيعلّمك الله ان فيه ناس الآن تتعلم ، ناس تستفيد من الأحداث التي تحصل.
قال - رضِي لمّا قالوا { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } و { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } مافيه الله !
ذكروا وعدوه اطمئن قلبه أرسله معهم صحيح ؟
هل الطمأنينة هذه ارجّعت يوسف عليه السلام ؟
انتهى المشهد بمأساويّة و بُكاء وفقدان بصر .
شاهد الدرس الآن كيف يتحوّلك في الصورة بشكل عجيب.
كم موقف رضِينا فيه بوعود الضعفاء من البشر ثم اطمئنت قلوبنا لهم ثم انقلب الموقف علينا ؟!
لمّا جاءوا يأخذون أخاهم الثاني قالوا :{ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
فَهِم الدرس هو قال :{ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ } الآن لا أريد وعود في الأرض { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين } وضحت ؟
{ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } فَهِم الدرس .
لما قال هذا الكلام رجع له الإثنين كلهم وذهب لهم وصاروا في الملك ، وأصبحت كل القضية في العواقب ، تغيّرت الأمور.
وضحت أحبتي ؟
فلا يطمئِن قلبك لأحد يموت ، أي أحد لايملك هذه الصفتين لا يطمئن قلبك له قال الله عزّ وجل { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ } الذين وعدوه أحياء ! { الَّذِي لَا يَمُوتُ }
أي واحد قوي وعدك واطمئن قلبك انظر هو يموت أو لا يموت ؟ يسقط كل أحد ولا يبقى إلا واحد .
لأجل ذلك تقول بعدها .. قال :{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ }
ما الذي ممكن يؤخرعندي التوكل؟ أعطاك إياها في آخر الآية { وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا }
الذنوب أحياناً تفعل لنا مشكلة مع التوكل ، بالذات ذنوب الخلوات -أسأل الله أن يعافينا وإياكم-
أين الدليل الثاني ؟
-القرآن ياجماعة يُفسِّر بعضه بعض لكن اسأل الله أن يفتح بصائرنا على هذا ، وأقوى تفسير هو تفسير القرآن بالقرآن.-
قال الله عزّ وجل :{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } مامعنى غيب؟
الآن كم لك من واحد حبيب ليس موجود الآن هنا؟
لا تدري الذي حاصل معه ، ويمكن ألف احتمال يحصل معه ، ممكن ألف خبر يأتيك يفجعك عن أحبابك صحيح؟
غيوب كثيرة ! ناس قد تكيد بك ، وناس تفكّر فيك ، ومستقبل أمامك ، اسمها غيوب كثيرة مجرد التفكير فيها يفجر مخك صحيح !
من أجل يُريّحك الله يقول لك كل الغيوب التي تخاف منها ، والتي ذهبت، والتي ندمت عليها ، آثار الأشياء أنت فعلتها وعواقبها ، كل هذه الغيوب تراها لله .
ماذا بعدها ؟ { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } – من أجل أن يطمئن قلبك كل أموري عند واحد
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّه } هذه كلها لله ، ماهي وظيفتي ؟ المطلوب مني أنا ؟
من أجل أن أحصل أحسن الغيوب تأتيني ، أي واحد يمكُر بي يمكر الله به ، أي خير يُقربه الله في الغيب ، وأي شر في الغيب يصرفه الله عني !
كيف أحصل كل هذه ؟ قال سبحانه :{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } ما هو آخر الآية ؟ { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ترى الأشياء التي تؤثر عليك من نفسك .
مالذي حصل في يوسف عليه السلام؟
فَهِم الدرس أبوه -يعقوب عليه السلام- فلا يطمئن لمواعيد البشر قال { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا }.
وحصل نفس المشهد مع يوسف عليه السلام قال { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } صحيح ؟
يريد أن يخرج من السجن ، وهذا سيخرج فقال : "قل له هناك واحد مظلوم بالسجن جالس سنين"
ينبغي أن يخرج يوسف عليه السلام لكن لمّا قال ومال القلب قليلاً للبشر ،لأن القضية
ليست قضية تفعل الأسباب بالجوارح ، التوكل هو سكون القلب مع تحرك الجوارح ، أذهب وأقدم لكن والله إني أعرف إن وكيل الوزارة هذا دُمية ، أسماء تختبر قلبي ، كلها دُمى تتحرك لكن قلبي لا يتوكل ولا يطمئن إلا بواحد .
-فـأسبابك تعمل لكن قلبك أين متوكّل عليه .
أكمل الآية قال :{ اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } -قُل له هناك مظلوم - { فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } ماهي النتيجة؟ المفترض يُعجِّل خروجه !
قال :{ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }
فهِم الدرس أم لم يفهم الدرس ؟
لمّا جاءوا يخرجونه يقولون الملك يريدك ماذا قال ؟
{ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أنا بخرج الآن قضيتي قضية داعية ، ولا أستطيع أن خرج وعندي قضية شرف ، أنا سأخرج أدعو إلى الله ، لست أخرج مع الناس وأريد فقط أن أخرج .
في آخر السورة يقول الله عزّ وجل :{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم }
لمّا تقيس نفسك على هذه المواقف، تجد هناك مواقف كثيرة اطمئن قلبك لِأناس من دون الله سبحانه وتعالى وأنت خسرت وأنت لا تدري { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ }
في آخر القصة قال الله عزّ وجل :{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ } -ماقال الناس- { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ } ماهي العِبرة التي جاءت بعد ماتقرأ سورة يوسف؟
هل تغيّر نظام حياتك ؟ فأصبحت ماتطمئن إلا لله ؟
بعض الناس يفكّر ويخطط لِرب العالمين كيف يحلّ مشكلته!
ليس بشغلك ! أنت توكّل على الحيّ الذي لايموت واصدق معه وأبذل الأسباب المشروعة { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
بالله كيف انحلت قصة يوسف عليه السلام في السجن ؟!
رأى واحد رؤيا صحيج ، هذا الذي في السجن رأى رؤيا مالذي أتى به إلى يوسف وعلّمه أن يوسف يُأوِل رؤى ؟!
ثم كيف هذا نفسه يخرج من أجل أن يذهب للملك في نفس التوقيت الذي رأى فيها الملك الرؤيا ، ويقول الملك الرؤيا إلا وهذا أتى !
من الذي وقّت التوقيتات هذه ؟!
بعض الناس يُخطط لِـرب العالمين ، يقول "يارب تجعل هذا يرى رؤيا لأجل أن يعلم إني صادق " ليس بشغلك أنت ! ليست علاقتك هذه ، أنت علاقتك مع ربّ العالمين هو يُدبِّرها لك.
هذا الآن جاء ، الملك رأى رؤيا لو أنهم أوَّلوها له الذين عنده كان انتهى الموضوع صحيح ؟
الله سبحانه جعلهم يقولون لاندري أضغاث أحلام ، { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ }
وهذا للتو أتى -قهوجي الخمر- أمامهم ، قال :{ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }
أحبتي في قصة يوسف عليه السلام تذكرون قلنا : إن الله سبحانه من أجل أن تنجح معه ويُعطيك لابد أن تترك شيء تُحبه لِأجل الله ، وتأخذ شيء تكرهه لِأجل الله صحيح ؟ .
وثم قلنا بعد ذلك هذا موجود في كل القصص التي فيها نوع الإبتلاء هذا.
موسى عليه السلام لمّا ألقى أصبحت حية إذاً خُذها !
و يوسف؟
يوسف عليه السلام قالت له :{ هَيْتَ لَكَ } أي هُيئت لك ،أنا جاهزة لك ، ماذا قال ؟
الآن شيء يُحبه صحيح ؟ قال : { مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ }
حينما ردّها نجح ولا لم ينجح ؟
لا .. خمسين بالمئة نجح
بقي ماذا ؟ { لَيُسْجَنَنَّ } الحية تتحرك ..
من يعبد الله ليرضى الله ، غير من يعبد الله ليعطيه الله، تركت لكن لم يأتي شيء ! ينتظر الأعطية، لا؛ لابد أن تنجح في الاختبارين. تترك شيء تحبه لله، وتأخذ شيء تتركه لأجل الله، هل يوسف همّ بها حقيقة؟ قلنا تذكرون حتى يكون فهم الآية صحيح تجد القرآن كله يؤيدك فيه
إذا أردت أن تعرف أن تدبرك صحيح – بعد الله عز وجل – تجد القرآن كله يؤيدك فيه.
يقول الله): : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ)لا تقدر تقف هنا (وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) أنا سقطت لولا أن الشيخ محمد أمسك بي، سقطت أم لم أسقط؟! لم أسقط. صدمتني سيارة لولا أن الشيخ سحبني، لولا أن السيارة توقفت)وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) تقديم وتأخير، رجم أو لم يرجم؟ لم يرجم.
هذا أول دليل( هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ) مقدمات الفحشاء ثلاثة..
لنصرفه عن أو قال لنصرف عنه، إذا هو ما جاء أصلاً
لنصرف الفحشاء فيه كثير لكن قلنا سنأخذ قطرات، الآن حتى لما دعا لم يقل رب اصرفني عنهم ، قال: رب إلا تصرف عني كيدهن، نكمل الآيات قال الله: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) الْمُخْلَصِينَ كلها قرائتين، فهذه من عظمة رب العالمين أنه إذا صرف عنك،وجدت المنكرات يصرفك الله عنها ويصرفها عنك، اعلم إنك عند الله خالص
والله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلص أحد قال الله) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم) أي ميزناهم بميزة ، ماهي هذه الميزة؟) بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) أي عمل هو يقربني أو أبعدني سبحانه وتعالى.
الدليل الخامس( وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ) أي من اسمها نطقك لها، تعرف يوسف عليه السلام ماذا فعل؟ (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ ) هم بماذا؟ بدفعها وضربها؟ اسبتقا هو رد شيء يحبه صحيح؟ الآن بقي يأخذ شيء يكرهه، السجن. قال والله السجن ما أتحمله، السجن ما يخالف، قال السجن أحب إلي مما يدعوني إليه سبحان الله إذا راضي لكن أحب إلي، الله أكبر الله أكبر، الشاهد أنه من الذي فاز في الأخير دائماً أي أحد يعمل مع الله ليرضيه، ليس الذي يعطيه،
سبحان الله واحدة أمريكية تُدرس – لا أود ذكر الجامعة التي تدرس بها – أسلمت، وهي تُدرس في الرياض في إحدى الكليات، بل هي رئيسة قسم الإنجليزي في إحدى الجامعات. كانت في معهد الدعاة ، أسلمت وحدها وكل أهلها ضدها – سبحان الله – ابتليت ببعض الأمراض ومهاجمة أهلها وما استطاعت تذهب في إجازة لهم بسبب أنهم كلهم قاطعوها ، المهم صار في مشاكل كبيرة عليها، فكلمت أحد الدعاة، فقال لها: يذكر لها قصص الأنبياء وكيف ابتلوا؟
قالت: أنا لم أكلمك لأجل أن تطمئنّي بهذا؟!، لا .. لا أنا أريد أسأل عن الأحكام الشرعية، أنا أصلاً إلى الآن أعرف أنني مازلت في اختبار، ليس هناك أحد يطلب هدية النجاح وهو لازال في اختبار، أنا مانجحت حتى الآن،، الذي قرأته في القرآن – وهي حديثة عهد بالإسلام – انظر كيف الله سبحانه يعوض الفهم – تقول: أنا أرى طالباتي وهن يختبرن وأقول هذا ما ذكره الله في القرآن، لو أتت واحدة منهن قالت: أعطوني شهادتي الآن، طيب أنت لم تنهي الاختبار بعد. فتقول أنا نجحت، إذا نجحت عند الله بطالب لا تطمئني – قبل لا أنتهي من الاختبار، تقول: أنا قضيتي أسأل في أحكام وإلا أنا عارفة، من فهم هؤلاء؟! الله عظيم سبحانه(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ ) قال الله: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) (وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ) تسأل عن أحكام ماهي؟ تسأل ماهو واجبها تجاه والدتها التي قاطعتها ماذا تفعل هي كحكم شرعي لما قال إبراهيم عليه السلام : (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ ) كيف أصاحبهم؟ ماهي ضوابطه الصحيحة؟ فهو يتكلم على قضية الصبر وجزاء الصابرين وتقول لم أنجح بعد؟ إذا نجحت إن شاء الله بطلب من الله
) كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين(
في هذه الحقبة والآونة من هذا الزمن التي تعصف بالشباب المساكين الذين لا يجدون مال يتزوجون، أو لظروف عندهم نحن لا نعلمها، ماهو السبيل ليكون هذا من المخلصين ويصرف الله عنه السوء؟
الله أكبر، طبعا أحبتي في كل زمان ، الله سبحانه وتعالى أعطانا حل، مخرج التقوى، ليس بتهوين المعصية ونقول هذه أهون من هذي، قال الله :(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) مشكلة بعض الناس – ونحن يا جماعة كلنا مساكين نحن بدون عون الله لا نستطيع، لأجل ذلك، الله لا يعامل من يستعين به على الصبر، كما يعامل الذي يستعين على نفسه وقوته.
قال الله : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) ، يعلمك أنا وأنت لا نستطيع الصبر بدون الله، في كل سجدة قل يا رب أفرغ علي صبرا، ، لأنه فرق بين واحد يدعو الله سبحانه وتعالى، يقول الله : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ) اصبر لحكم ربك ، أنا حكمت أن هذا حلال وهذا حرام، اصبر .. لا أستطيع، اصبر لحالك، لا تستطيع،(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) انظر للتفصيل، أصبر إلى متى؟ (وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) انظر فصل الله لك بمن تصبر؟ وكيف تصبر؟ وإلى متى تصبر؟
الله عزوجل في قصة يوسف ذكر أنك لن تبلغ الإحسان إلا باثنين، والاثنين لا تحصل عليهم إلا من عند الله، قال: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ) لا تكفي وحدها، لأن أحيانا أتقي لكن ما أصبر، قليلاً وأذهب، وأحيانا أصبر - ذكرناها أمس – تقول أنا صابر على وجعي، أنا صابر لكن ماذا أفعل ؟.
فصبرت لكن ما اتقيت، إذا جمع الله لك بين الاثنين، تكون ماذا؟ من المحسنين، و هنا معاك ضمان، ضمان بالصرف حتى ترضى.
أحبتي ذكرنا إذا رضي الله عنك لم يعدك أنه ستصبح ملكا، ولم يعدك أن تصبح تاجرا..
وعدك بأعظم شيء ، لم يحصل عليه الملوك، ولا التجار، - حتى في الدنيا – وعدك بشيء لم يحصل عليه حتى الملوك، الملك الآن عندما يشارك في الانتخابات لأجل أن يكون رئيس هو ماذا يريد أن يصل له.؟ يريد أن يصل لشيء، اسمه رضا، إني راضي.
الله وعدك، - انظر الملك الآن لا يستطيع يخرج لوحده مع أهله إلى أن يموت، مستحيل، محبوس، شاهد فيه حرس، ، أريد أذهب بتنزه قليلاً ، لا يقدر.. فهنا ما بلغ..
الله وعدك بشيء واحد إذا رضي عنك، هو الرضا، أن يرضيك. الله أكبر!
يصلك أن التجار يريدون أن يصلوا إليه.
التاجر يقول: أريد أشتري ما أريد، لأجل ماذا؟ لأجل أن أحس أني وجدت ما أريده، الله قال ، إذا رضيت عنك سأرضيك .. رضي الله عنهم ..ورضوا عنه.
اجعلك راضي لو إنك في النار ، إبراهيم عليه السلام وهو في النار جوّه أفضل من الخارج أفضل جو في العالم وهو داخل النار - سبحان الله - قال : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) لماذا الله سبحانه يقص لنا هذه القصص بالقرآن ؟
من أجل يعلمك ، ليس ما الذي معك ؟ ولا ما الذي لديك ؟
أنا اجعلها من قلبك تخرج السعادة .
ياجماعة تعالوا عند واحد ميت ولده وتأتي تقول تعال هذه أحسن سيارة أتتك هدية والله ماتخرج الذي في قلبه ، أوصلك لأحسن جزيرة تراها ؟
هنا مشكلتي في داخلي أنا مشكلتي في الداخل، إذا رضي الله عنك غيّر الذي داخل كلّه !
أصبح القلب منشرح ، فهنا العظمة مثل ماقلنا بالأمس لو لاحظتوا وعدناها من أول وهذه لابد أن تؤصل عندنا التي هي : ضربنا مَثَل وقلنا لو في اثنين أمامك واحد لديه واقي ضد الرصاص وهو الذي تحبه وضعت له عشرين واقي رصاص ، والثاني لاتحبه وليس لديه واقي رصاص ولا لديه دروع فقلت اضربوا على هذا ميت ضربة على القلب الذي لديه واقي ، تضربه مئة ضربة وهو واقف يضحك ويشرب شاي ، من داخل مبسوط لم يأتيه شيء ! صحيح ؟
وهذا قلنا اضربوه واحدة في رجله وأصبح يتلوّا ، من أجل ذلك إذا ماتولىٰ الله أمرك !
الإصابة تصبح صغيرة لكن همّك شايل الدنيا كلها لفوق رأسك :(لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ) فإذاً الله سبحانه وتعالىٰ يتولىٰ أمرك موضوعك منتهي
قال أرضيت عنك الناس ينظرون عليك بلاءات كثيرة لكن فالنهاية أنت لم يأتيك شيء .
اسأل بعض الأسئلة ، الشيخ داوود : ذكرنا أحبتي في القرآن أن القضية قضية التدبر ، ليست على كم كتاب تدبر تقرأ ولا كم تفسير تقرأ ولا فهمك للغة العربية ، قلنا في شيء لابد أن تركز عليه عضو مهم جداً للتدبر ما هو ؟ ماذا تحتاج للتدبر ؟ قبل الكتب والتفاسير ، تحتاج لشيء ماهو ؟
قال : التوحيد
رد الشيخ : التوحيد أحسنت ، في شي حتىٰ ينشئ التوحيد ؟
قال : القلب
الشيخ : القلب الله أكبر ، إذاً قبل لا أقرأ كتب التفسير وأفكر ومتعلقين الآن بكتب التفسير ، أول شيء ادعه لقلبك ( اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع ماذا ؟ ربيع قلبي )
استشعرها وأنت تدعو بها ؟
حسناً مالدليل في القرآن أن التدبر بالقلب ؟
آية دلّت أن أهم عضو فيك لتذوق القرآن هو هذا القلب، قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) يارب افتح أقفال قلوبنا يارب لنتدبر كتابك.
السؤال للشيخ عبدالرحمن الآن، السؤال صعب لنركز ترى كل هذه قواعد وتجيب على سؤال "لماذا لا أتدبّر ؟"
الشيخ وائل، السؤال الآن يقول : توجد آية ذكر الله سبحانه وتعالى فيها أنه كلما أكسب ذنب كلما بدأ هذا القلب بالتقفيل، ألم نقل (أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ؟ السؤال المنطقي القرآن فصّل كل شيء، إذًا ما الذي أقفله ؟ حتى إذا عرفنا ما أقفلها عرِفنا ما الذي يفتحها، هذا السؤال له جائزتين.
جواب الشيخ وائل: سورة الكهف شيخنا؟
الشيخ عبدالمجسن: أحسنت
جواب الشيخ وائل: (وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ)
الشيخ عبدالمحسن: ما الاية التي قبلها؟
جواب الشيخ وائل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا)
الشيخ عبدالمحسن: الله الله، الله لا يجعلنا منهم، يقول الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ)
أي هذا من الأسباب، أنت كم سمعت من آيات ربك في التراويح ! ومرّت عليك في القراءة ! كل آسمعتها وقلنا لا تنسَ الذنب تذنب وكلنا نذنب لكن لا تنسَ ذنبك! لأن الله قال أن نسيان الذنب وأنه شيء بسيط وأنه تغتاب في المجلس ثم تخرج وعادي؟ هذا من أعظم أسباب أنك لا تتدبّر! قال الله عز وجل (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ) انظر ماذا حصل عنده : ١- اعرض عنها ٢- فعصى وخالفها ، كلنا نعصي -الله يتوب علينا- لكن لا تنسى ! قل يارب سامحني ، قال (وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ) ما الجزاء؟ (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أن يقرأوه؟ لا سيقرؤه ، أن يسمعوه؟ يسمع ويحفظ وكل شيء الجزء العُلوي على ما يرام، قال (أَن يَفْقَهُوهُ) إذا بدأت أتوب وأتذكر ما أنسى ذنبي صحيح أنني أذنب لكنني أصبحت كل لحظة أتوب وأتوب.
والله أعظم من يجد طعم القرآن أي ممن فتح الله عليه بالتدبر "التائبين"
تراه يسمع الآيات التي تتكلم عن إبليس وعن كِبر إبليس، تذكر أن إبليس كان يتعبّد مع الملائكة فيخاف أن يزيغ قلبه ! التائب يشعر أن كل القرآن يتكلم معه، كل الآيات له موجهه! لا يسكت، قلبه حي، أين الآية هذه؟ قلنا لا تنسَ ذنبك، وركز على قلبك، وادعُ لقلبك كثير، وقلنا كلما كانت توبتك سريعة كلما فتح الله الأغلاف، أي أغلقت لأنك كنت ناسي كلما تذكرت تبت وتبت وتبت ؟ تتفتّح أغلاف القلوب، أين الآية؟ التي تقول لك أنه إذا ...."لم يكمل حديثه"
جواب أحد الحضور : (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ)
أكثر الناس قل له أي قضية في الدين أو بيت شعر أو أي حديث يصدقك مثل ما قال الله عز وجل: ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ) أي أحد لديه فسق داخلي ترى الفسق ليس فقط أن يكون ظاهر تستطيع أن تشاهده ما شاء الله حافظ القرآن وفيه فسق انه ماذا ؟ يُستخف وأخف الناس عقول هم الذين لديهم الفسق الداخلي هذا ، لا تقول شكله جيد الله تعالى ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ )أي لديه استعداد لكن الله قال: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ) وقال بعد ذلك انه استخفهم قال الله سبحانه وتعالى (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) ليس آذان بل أفئدة مَسّلم قلبه، أحدهم من الذين يتحدثون علماني من علمانيين السلف ، رأى أحدهم ذاهب إلى المسجد فقال له : أين تذهب ؟ هذا ذهب إلى الخمر، الآن ذاهب إلى حانة الخمر ، مرّ فرأى أحداً ذاهب إلى المسجد فقال له : أين تذهب ؟ قال : أذهب إلى المسجد، قال : ماذا تفعل ؟ قال : ذاهب لأصلي فأراد أن يتحدث معه فقال له:
دع المساجد للعباد تسكنها وسِر بنا لحانات الخمر تسقينا**ما قال ربك ويل للذين سكروا***ولكن قال ويل للمـصلينا
قال : أجل نحن معك فذهب معه, فهذا يتحدثون مثل عدنان ابراهيم حين قال أنا فكرت فكرة عجيبة الملائكة ليسوا بمؤمنين فذهب الناس معه إلا من رحم الله عزوجل فالشاهد (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).
قلنا أن علاقة الإيمان بالقرآن ثلاث مراحل؟ هي ثلاث مراحل كلها بالقرآن، أن القرآن يأتي اذا كنت تتدبر واسأل الله أن يجعله ربيع قلوبنا بتدبره إذا تدبرت القرآن ينقلك من المرحلة التي انت فيها إلى مرحلة أعلى منها فإذا كان ليس لديك إيمان يهديك الله به للإيمان ما كان موجود الايمان ما كان موجود واثبتنا من القرآن, الثاني قلنا يثبت الايمان الموجود عندك, ومرحلة يزيد الايمان فدائما ينقلك من مكان لمكان .
- يستحدث إيمان جديد* يستحدث له إيمان من العدم:
* قصة الجن : الجن لم يكن عندهم إيمان قالوا (سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) وإيمانهم بعض الأحيان عباد القبور يقولون نحن مؤمنين بالله قالوا:( وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) لا يوجد أي نوع من أنواع الشرك أي ليس آمنا به وانتهى ، لا قالوا آمنا أي :انه ما نشرك بربنا أحداً أي أحد حتى بدءوا بـأكبر واحد فيهم قالوا (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ) قبل قليل كان كبيرهم (سَفِيهُنَا) ينزل في الأسفل ، والله جل في علاه (تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) القرآن يرتب لك أماكن الناس وأوراقك كلها يرتبها .
- يثبت إيمان قال تعالى:(كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) يثبت الله القلوب بالقرآن .
-يزيد إيمانك قال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) الله يزيد إيماننا وإيمانكم ..
هنالك آية تُثبت أنّ المؤمن إذا بدأ مراحل المجاهدة يريد الوصول إلى الإحسان وبدأ يجاهد نفسه يتنقل يبدأ بالإيمان ثم بعد ذلك بالعمل الصالح ثم يجاهد نفسه بين الإيمان والعمل الصالح والتقوى إلى أن يوصل للإحسان في آية واحدة ،يعني أنك إن جاهدت نفسك بالإيمان ثم تُحاول تتبع وقد قلنا سابقاً أن الله سبحانه وتعالى كل ما اتبعت كل ما فتح الله لك .
هذه الآية وصفت أن الإنسان إن كان يشعر انه محتاج يتقرب إلى الله عز وجل وبدأ ينتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى وصل الإحسان يقول الله عز وجل ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
انظر إلى بدايتهم من ذنب في الأصل هو ليس بذنب ، لمّا حرم الله الخمر ضاقت صدورهم أنهم قد عصوا الله في الخمر سابقاً أي الله سبحانه وتعالى لما نهاهم في الآية السابقة عن الخمر ندموا أنهم شربوا شيئاً رغم انه لم يكن محرماً سابقاً انظر إلى قلوبهم الحيّة كان حلالاً الأمر مثلاً لو حرم الله تعالى الشاي اليوم مثلا المفترض أبدأ من اليوم لكنهم قالوا يا ليتنا لم نعصي الله مادام الله سيحرمه بعد ذلك فقال الله ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) الأشياء السابقة سامحناكم فيها ثم بعد ذلك بدأت رحلة المجاهدة إيمان ثم عمل صالح ثم إيمان وتقوى وعمل صالح حتى وصلوا إلى الإحسان .
سؤال : هنالك آية في القرآن ذكرت أنه مجرد اتباعك للشيطان حتى وإن لم تُصبك عقوبة من الله سبحانه وتعالى هذا أصلاً عذاب ، مجرد اتباعي للهوى هذا اسمه : عذاب .
لاحظ أن بعض الناس يقول إنك إن عصيت الله قد تصيبك عقوبة ! لا .. قد لا يصيبك الله بأي شيء ولو أنك كل ما عصيت الله أعطاك نعمة ، أنت الآن مُعذب الآية هي لما قال إبراهيم عليه السلام ( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ ) ما قال عذاب يأتيك فتصاب بشلل أو عذاب يصيبك بسرطان لا إذن ماهو هذا العذاب ؟ ( فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )
هذا معذب ؟ نعم ان يكون ما بينك وبين المعصية إلا ان تشتهيها أو تقدر عليها هذا يسمى عذاب حتى وإن كنت تفعل كل شيء اسمه عذاب
في الختام ..
هنالك صفة إن كانت عند الإنسان يُحرم التدبر وإن كان بروفيسور في اللغة العربية وبروفيسور في علوم القرآن يقول الله تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ )
بعض الناس يتكبر بمال والبعض يتكبر بأمور القبيلة ( كُلكُم لأَدَم وآدَمَ من تُراب )
فلان بن فلان بن تراب وبعض الناس لا يزوج إلا من قبيلته فقط ( مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) هذا الكبر والله لو أن هنالك عنده بروفيسور وأستاذ في علوم القرآن وأستاذ في التفسير وأستاذ في اللغة العربية الله قال سأصرف عن آياتي وإن صرفك الله والله لن يعيدك أحد ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )
قلنا سابقاً أنّ هنالك شرط واحد يحقق لك ستة وعود ..
هذا الشرط هو الاتباع والوعود هي أنك ما تحتار والعيش في سلام ولا تحزن ولا تخاف ولا تشقى ، اسأل الله الذي يسّر لنا هذا اللقاء أن يتقبله كله وأن يجعله ثقيلاً في موازيننا و من شرّف واسأل الله الذي شرَف برؤيتكم فوق العرش ومن وراء الشاشات أن يشرفنا جميعاَ برؤيتكم تحت العرش ، واسأل سبحانه أن لا يبقي في هذه الصدور وصدور من يرانا ويسمعنا ووالدينا ووالدي ووالدينا أمنيةً هي لله رضا ولكم فيها صلاح إلا كتب قضائها قبل أن ننفضّ من مجلسنا هذا واسأل الله جل في علاه أن يقر أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.. وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد..
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي